تغاريد غير مشفرة (248) .. اعتذار لفلسطين
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
اعتذر يا فلسطين:
كان بودي أن أوقف الحرب في اليمن وأرسل إليك يا فلسطين جيش جرار من مليون مقاتل منهمكين اليوم بقتال بعضهم..
للأسف يا فلسطين هم من يملكون المقاتلين وبيوت أموال المسلمين وحتى مرتبات وحقوق الجياع تملكونها..
الذين يتقاتلون اليوم ينهبوا شعبنا ولا يتبرعوا له مما يكنزوه، ويستعيضون عن ذلك بخلس ما بقي من بقايا ظهورنا..
اعتذر عن نفسي وعن شعبي الذي “ملطاطوه وخلسسوه” سبع سنوات حرب متواصلة دون فسحة من غفلة حرب، أو استراحة محارب..
(2)
تضامني النزيه والكامل مع شعب فلسطين الأبي والحر والبطل..
تضامني النزيه مع شعب جورج حبش، ومروان البرغوثي، وأبو جهاد، وياسر عرفات، وغسان كنفاني، وأحمد سعدات ومن إليهم من الأحرار الكبار.. منهم من رحل، ومنهم من أستشهد، ومنهم من لازال قيد الاعتقال والنضال في درب الحرية والتحرير ..
ولا عزاء لأرباب الفساد والتعذيب والمنتهكين للحريات والحقوق..
وأولئك الذين يخطفون لقمة العيش من أفواه الجياع..
(3)
يزايدون باسم فلسطين والقدس..
فيما يمكرون بشعبهم ويجوعونه ويستبدونه ويمارسون طغيانهم عليه
باسم فلسطين والأقصى وقضايا الأمة يستمدون شرعية قمعنا مستقبلا
سيتهموننا غدا بالحرب الناعمة.. تهمة جاهزة لمن لا يوفقهم سياساتهم أو يناهض استبدادهم..
سيتهموننا إننا نوالي اليهود والنصارى في حروبهم السياسية التي يضفون عليها مسحة الدين..
سيتهموننا بمولاة أمريكا وإسرائيل مع إننا ضدهما منذ نعومة أضافرنا لا تكتيك فيه ولا سياسة..
سيرموننا بتهم ما أنزل الله بها من سلطان كما يفعل اليوم ذبابهم الإلكتروني وحملة مباخرهم..
إنهم يستغلون القضايا العادلة للشعوب من أجل مزيدا من حصارنا وقمعنا وإخضاعنا لاستبدادهم ومشيئتهم وطغيانهم..
نحن نبحث عن وطن ومواطنة بعيدا عن الزيف والادعاء والمزايدة .. وبعيدا عن أجنداتهم السياسية التي سيقمعوننا بها غدا، وباسم الموت لأمريكا الموت لإسرائيل..
(4)
يسيرون مسيرات من أجل القدس والتضامن مع فلسطين فيما نجد 95% من الشعارات واللافتات خاصة بهم.. علم واحد لفلسطين وألف لافتة لهم.. حتى أعلام اليمن قليلة، وأقل من شعارات الحركة بنصف وثلث، بل وأحيانا لا نرى لها أثرا أو وجود..!!
يستخدمون قضايا الأمة لترسيخ سلطانهم في وجدان الناس والتحشيد لدعم أجنداتهم ومحاولة اكتساب شرعية ما وذلك أكثر من تلك المناسبات التي يعلنون مساندتها..
إنه تغرير وتضليل واستغلال للجهل والعاطفة..
“مصائب قوم عند قوم فوائد”
(5)
تبرعوا لشعبكم أولا بمرتبات موظفيه والتي صارت من الضآلة بحكم الصدقة
قوميون وإسلاميون هناك وطغاة ومستبدون هنا
شعبنا هنا بلا وطن
(6)
ما يقترفه حكامنا اليوم من جرائم أكثر ترويعا وبشاعة بحق شعوبهم، واستخدام قضية فلسطين من قبلهم إنما هي ملهاة واستعاضة عن فشلهم الاقتصادي والاجتماعي، وإخفاقاتهم الشاملة والمتكررة حيال استحقاقات أوطانهم وشعوبهم في الداخل، والتالي الهروب منها إلى القضايا الخارجية لا ضفاء شرعية ما على استبدادهم وطغيانهم في الداخل..
(7)
سأظل أصارحكم بحقيقتكم :
من يفعل هذا بشعبه لا ينبغي له أن يزايد على قضايا الأمة في الحرية والعدالة والنضال..
لا يحق له أن يزايد ويتحدث عن حريات ونضال الشعوب التي تناضل لانتزاع حقوقها لأنه ببساطة يفعل ما تفعله تلك السلطات بشعب يرفض الإذعان للاستبداد والطغيان..
أجسادنا ليست فلسطين التي تزايدون باسمها..
بصماتكم على أجسادنا لازالت آثارها تدينكم..
لمجرد عمل احتجاجي سلمي بسيط وهو المطالبة برواتب الموظفين؛ فعلتم بنا هذا وأكثر منه إنكم اتهمتمونا بالخيانة ومساندة العدوان في إعلامكم وبيان وزارة داخليتكم..!!
ماذا ستفعلون بنا إن قاومناكم كم يقاوم ويفعل الشعب الفلسطيني في غزة والقدس..؟!!
ماذا ستفعلون بنا إن احتجينا كما يحتج الفلسطينيين..!!
(8)
من أوجب الواجب دفع رواتب العاملين والموظفين في الجهاز الإداري للدولة، والمتقاعدين أيضا، والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، وكل من تطولهم المجاعة والجوع في هذه الحرب البشعة والدميمة، غير أن الأكثر من كارثة أن تلك الجماعات كانت دينية أو سياسية أو كلاهما معا، باتت تتخلى عن وظائف الدولة إلا من دفع الجبايات، وفوق ذلك تمارس إذلال شعبها وتهدر كلما هو من صميم حقوقه.. وأكثر من هذا يتاجرون بالوطن والدم، ويتسولون العالم، ويحاولون التكسّب والتربُّح والاستفادة من ذلك التسول، ومن دون حياء نجدها تتحدث عن الكرامة والعزّة والاخلاق والقيم ..
(9)
صحيفة “المستقلة” في حضورها وغيابها كشفت إن الجماعات الدينية بمختلف توجهاتها واحدة، لاسيما في سلطتها المستبدة لفرض وصايتها الأخلاقية على المجتمع ومحاولة إخضاعه وتدجينه، بل وابتلاعه إن أمكن.. إنها خطرا عميم..
(10)
لن ننال من الصبية عندما يرموننا بالحجارة
سنرمي شيوخهم وقيادتهم بالحق لأنها لم تحسن تربيتهم
سنرميهم بالحق لا غيره
وستكتشفون كم هي هشة
بل وسترون إن فكرها أكثر وهنا وهشاشة..
وبإمكان رجل واحد إن أتيح له هامش حرية أن يهزمها جمعا وفرادا رغم ما تمتلكه من سلطة ومال وإعلام وجنود مجندة..
(11)
بصدد انتصار الحمادي
كانوا يحققون في الجريمة ثم يتم القبض وتوجيه الاتهام..
في هذا العهد يعتقلوك اولا ثم يبحثون لك عن تهمة ويقع عليك ان تبحث عن ادلة براءتك على قاعدة انت متهم حتى تثبت براءتك.. كانوا يبحثون على الادلة ثم يقبضون عليك اما اليوم يعتقلوك ثم يبحثون على ادلة يدينوك بها حتى وإن كنت بريئا.. واكثر منه ينتهكون حقوق محاميك والدفاع عنك..
باتت كل المبادئ القانونية في هذا العهد مهدرة ولا يتم العمل بها من قبل الجهات المعنية بتطبيق القانون..
(12)
من مذكراتي:
– اليوم كبرنا وصرنا والوطن نصرخ بكل صوت.. السيارة التي تقلنا بلا كابح أو فرامل.. سيارة يعترك على مقودها من لا يجيد فنا أو قيادة.. مجانين حرب لا يجيدون حتى حساب الربح من الخسارة.. السيارة تمرق بأقصى سرعة وجنون.. أستحال علينا حتى القفز منها.. باتت تهرول نحو المنحدر.. بات مصيرنا والوطن مجهولا ومرعب..
– أخوض مع الواقع صراعا صبوراً كـ “سيزيف” رمز العذاب الأبدي مع الصخرة، أو كأبليس الذي شق عصا الجماعة، وعصي ربه منفردا أو شاذا؛ لإنفاذ مشيئة الرب.. أحاول أن أوصل صوتي المضطهد إلى أقصى مدى ممكن، حتى وإن أكلته الدود، فأنني على الدوام أحاول أن أجد نفسي مصطفا مع المضطهدين في قضاياهم، وفي مقاومة من يصنع ذلك الظلم والاضطهاد، بل والاستعباد أي كان صاحبه..
– كثير ما يستفزني الفقر والجوع والظلم والفساد، والاستبداد بكل صنوفه حتى وإن لبس ثوب الأب أو المعلم أو القائد أو القديس أو الكاهن.. ويستفزني أكثر غرور السلطة وعنادها وخواء التعالي والاستكبار في وجه الحق، ولم اعتد الظلم لأهوّن منه، وأتصالح معه، مهما طالت سنينه، ولا أتسامح معه، وأنا المجبول على النسيان، حتى يتم كسره أو اسقاطه أو التحرر من ربقته..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.